لماذا ياصديقى ؟
لماذا ياصديقى انت فى طريق وانا فى آخر ؟ لماذا
ياصديقى تهرب بعيدا عن خطواتى ؟ لماذا تريد ان تصل وحدك دون الآخرين ؟ لماذا يا
صديقى كل هذا برغم وحدانية الهدف ؟ فغايتنا هى السعادة ، ألا يمكن ان نصل اليها
سويا ؟ ألا يمكن ان يساعد كلانا الآخر فى الوصول اليها ؟
لماذا يا صديقى
لا تفتح عينيك وقلبك وعقلك ؟ لترانى بعين الحب والمعرفة ، لا بعين الندية
والجهل ، لترانى بعين الأخوّة والتعاون ، لا بعين الفردية والتناحر ، لترانى بعين
الأنسانية والسمو والتحضر ، لا بعين العقائدية والتعصب والتخلف ، لماذا لا تتحرك
بأحسيسك ومشاعرك ؟ لترانى ، انسان ، كما آراك .
صديقى ، ها أنا أمدّ يدى ، فهل تفعل انت ايضا ؟ ها
أنا أفتح الطريق ، فهل تفسح لىّ المجال بجوارك ؟ ها أنا أبارك خطواتك ، فهل
تشاركنى خطواتى ؟ ها أنا أسهم فى نجاحاتك ، فهل ترى نجاحاتى ؟
صديفى .. مد يدك ، لتعانقها يدى الممدودة ، أبتسم
فى وجهى ، لترى كم يكون فرح قلبى بك ، ترجّل معى خطوات ، اترجّل معك اميالا ، صديقى
أرفع لىّ القبعة لحظة ، أنحنى اليك الدهر كله ، صديقى ، مأسعد لحظات العمل المشترك ، حتى ان لم
يعقبها النجاح ، فماذا تكون – تلك اللحظات – ياترى ان أعقبها النجاح ؟
صديقى ، انا لا أسعى الى تحقيق هدفى ولكنى أسعى
لتحقيق هدفنا ، وأنت ايضا لا تعمل من أجلك ، ولكنك تعمل من اجلنا ، وأنا لا يهمنى
أن أصل بخطواتى ، ولكن همى فى المقام الأول ان تصل خطواتك مع خطواتى ، وأنا ابدا
لم ولن أسع لتحقيق مجدا ذاتيا ، وانما سعىّ سيكون من أجل تعانق اهدافنا على سلم
العقلانية والسمو والتحضر ، سعى سيكون من اجل هدم كل قلاع الجهل والتخلف والحقد ،
نعم ، سيكون سعىّ من أجل علاج النفوس المريض ، النفوس الضعيف ، التى أمتلأت من
بذور الشيطان ، سيكون سعىّ بأن نهمل نقاط الخلاف بيننا ، ونبارك جسور الوفاق بيننا
، وكم سيكون فرحى عندما يكون سعيكم هو نفس سعىّ ، صديقى من هنا سوف نبدأ ، وسنصل ،
وسنعانك السحاب سويا ، وسنمحو كل ظلام تلاعب بالقلوب ، وسنهزم كل شر تلاعب بالعقول
، وسنفرح سويا ، وكم سيكون فرحنا عظيما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق