الجمعة، 28 سبتمبر 2012

ظهور خشبة الصليب على يد الملكة هيلانة :-



ظهور خشبة الصليب على يد الملكة هيلانة :-

________________________________________

الملك قسطنطين لم يكن اصلاً مسيحى لكن ظهرت له علامة الصليب وسمع صوت يقول له: بهذا تغلب ، فوضع هذه العلامة فى الحربة و على حراب جنوده وغلب وعاد الى روما واستقبله شعبها استقبال حافل ووضعوا شعار الصليب دون ان يعرفوه حتى عرف الصليب وآمن به وهنا بحثت الملكة هيلانة فى اورشليم على الصليب حتى دلوها على رجل عجوز يعرف مكان الص
ليب فقال لها انه فى أطراف اورشليم فوجدت قمامه تحتها خشبة الصليب (لانه ظهر منها معجزات فأمر اليهود بوضع القمامة عليه ...) وقامت الملكه هيلانه بالعمل على ازاله القمامة حتى وصلت الى 3 صلبان ومسامير وارادت ان تعرف أيهم صليب المسيح فوضعوا الصليب الاول والثانى على ميت ولم يقم لكن قام بوضع الصليب الثالث عليه فسجدت له وبنت له كنيسة لذلك تعيد الكنيسة بعيدين للصليب عيد اكتشافه وعيد تكريس كنيسته . 


القديسة إيريا سابينا


ولدت القديسة الشهيدة ايريا سابينا في مدينة روما من اسرة نبيلة تحتل مراكز مرموقة في الإمبراطورية الرومانية.كانت زوجة و اما لبنت واحدة.لما اعتنقت المسيحية قبض عليها وأذيقت امر العذابات لتعود لعبادة الأوثان.غير انها تمسكت بإيمانها,فحكم عليها بالموت.فقتلت بحد السيف لكونها مواطنة رومانية.كان استشهادها في اوائل القرن الرابع للميلاد.غير ان قبرها ظل مجهولا الى ان اراد الله ان يتم اكتشاف جثمانها الطاهر في دياميس بريسكيلا بروما يوم 23من مارس1842.في تلك الأزمنة كان من مظاهر تكريم الأشخاص او العائلات التي اتسمت بالتقوى والخدمات الجليلة للمسيحية ان يعهد اليها برفات احد الشهداء تحتفظ بها لتكريمها في بيوتها.لذا نزل البابا اغريغوريوس السادس عشر1831-1846عند رغبة الكاردينال ماريو ماتي و عهد الى اسرة قنصل ايطاليا بالإسكندرية في ذلك الوقت وبالتحديد لزوجة القنصل السيدة انطونيتا روزيتي بجسد الشهيدة المذكورة.فجاءت به مصر و أودعته كنيسة سانت كاثرين سنة1847.وضع الجسد الطاهر داخل تابوت زجاجي ومعه قارورة تحوي قليلا من دم الشهيدة ولوحة من الحجر كتب عليها باللاتينية ما ترجمته:من اوريليوس سيكندوس الزوج,ومن اوريليا رومانا الإبنة الى السيدة الشريفة ايريا سابينا.القارورة واللوحة وجدتا بجوار الجسد داخل القبر,منذ ذلك الحين ترقد القديسة العظيمة والشهيدة البطلة تعلن لمكرميها كيف تكون الأمانة على الإيمان حتى سفك الدماء حبا في يسوع المسيح الذي أحبنا حتى الموت.جعلنا الرب شبيهين بها متمتعين بشفاعتها.امين.

الخميس، 27 سبتمبر 2012

تقرير شامل عن الخلايا الشمسية

تقرير شامل عن الخلايا الشمسية

كيفية عمل الخلايا الشمسية

لابد من أنك رأيت الآلات الحاسبة التي لها خلايا شمسية .... الحاسبات التي لا تحتاج إلى بطاريات وفي بعض الأحيان لا تحتاج إلى زر الإطفاء وتبدو لك بأنها ستعمل إلى الأبد طالما لديك الكمية الكافية من الضوء, وأيضاً لابد من أنك رأيت ألواح شمسية أكبر من ذلك .... مثلاً على إشارات الطريق الطارئة أو في الهواتف العامة أو في الطوافات أو حتى في المواقف لتشغيل الأضواء, على الرغم من أن هذه الألواح الكبيرة ليست شائعة مثل الآلات الحاسبة التي تعمل على النظام الشمسي ولكنها شائعة في الخارج وليس من الصعب جداً إكتشافها إذا عرفت أين تبحث عنها.

هناك صفوف من الخلايا الشمسية على الأقمار الصناعية على الأقمار الصناعية التي تستعمل لتشغيل الأنظمة الكهربائية, ولابد أنك سمعت أيضاً عن (الثورة الشمسية) في الـ20 سنة الماضية والفكرة أنه يوماً من الأيام سوف نستخدم الكهرباء مجاناً من الشمس (إن هذا وعد مغري).

تشرق الشمس في يوم مشمس وساطع 1000 واط تقريباً لكل متر مربع من سطح الكوكب وإذا استطعنا جمع كل هذه الطاقة فسنستطيع وقتها أن نزود منازلنا ومكاتبنا بالطاقة مجاناً.

تقوم الألواح بامتصاص الطاقة لتنتج الهيدروجين في Sunline Transit Agency.

سنقوم في هذه المقالة بفحص الخلايا الشمسية لكي نتعلم كيف تقوم هذه الخلايا بتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء مباشرةً في هذه العملية سوف نتعلم لماذا نقترب أكثر من إستخدام طاقة الشمس على أساس يومي ولماذا علينا القيام بالمزيد من البحوثات قبل أن تصبح العملية فعالة.


تحويل الفوتونات إلى إلكترونات

إن الخلايا الشمسية التي رأيتها في الآلات الحاسبة وفي الأقمار الصناعية هي خلايا جهد كهربائي ضوئي (فلطائية) أو وحدات (الوحدات هي ببساطة مجموعة من الخلايا أوصلت كهربائياً ورزمت في إطار واحد).
(Photovoltaic) (PV) الضوء الفلطائي (ضوء الجهد الكهربائي) كما تدل الكلمة
Photo= ضوء voltaic= كهرباء . تحول ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء, وقد أستخدمت مرة واحدة في الفضاء بشمل خاص ويستخدم الضوء الفلطائي في أقل طرق غريبة حتى أن بإمكانهم تزويد بيتك بالطاقة.


كيف تعمل هذه الأدوات؟

صنعت خلايا الضوء الفلطائي (ضوء الجهد الكهربائي) من مواد خاصة تسمى((Semiconductors أشباه موصلات مثل السيليكون حيث أن استخدامه أكثر شيوعاً الآن , عندما يضرب ضوء الشمس الخلية فإن جزء معين من الخلية وهي داخل المادة الشبه موصلة التي تقوم بإمتصاص الضوء هذا يعني أن طاقة الضوء الممتص تحولت إلى الشبه موصلات الـ((Semiconductors وتضرب الطاقة الإلكترونية الطليقة سامحة لهم بالتدفق بحرية.
إن خلايا (PV) تملك أيضاً حقلاً أو حقول كهربائية أكثر التي تقوم بإجبار الإلكترونات التي حررت بواسطة الضوء الممصوص بالتدفق بإتجاه معين, وتدفق الإلكترونات هذا هو التيار ويمكننا أن نسحب التيار للإستعمال الخارجي وذلك بوضع وصلات معدنية في قمة وأسفل خلايا الـPV)) مثلاً يستطيع التيار تشغيل آلة حاسبة وإن التيار مع الجهد الكهربائي للخلية (الذي نتج من الحقل أو من الحقول الكهربائية) يقومان بتحديد قوة (أو قدرة الواط) التي بمكن أن تنتجها الخلية الشمسية, هذه هي العملية الأساسية ولكن هناك عمليات أخرى غيرها.
لنلقي نظرة أعمق إلى مثال من خلية (PV): خلية السيليكون البللورية الوحيدة


السيليكون

إن السيليكون لديه بعض الخواص الكيماوية الخاصة خصوصاً في شكله البللوري, لدى ذرة السيليكون 14 إلكتروناً مرتبة في ثلاثة طبقات مختلفة, وأول طبقتين واللتين هما الأقرب إلى المركز ممتلئتين تماماً, وإن الطبقة الخارجية فقط هي الطبقة النصف ممتلئة ولديها أربعة إلكترونات فستقوم ذرة السيليكون بالبحث دائماً عن الطرق لتملأ طبقتها الأخيرة (التي تود الحصول على ثمانية إلكترونات) ولتفعل ذاك ستشترك بأربعة إلكترونات مع ذرة السيليكون التي تقع بالقرب منها فتبدو كل ذرة تمسك بيد الذرة التي تقع إلى جانبها فكل ذرة لديها أربعة أيدي تشاركهم معه أربعة من جيران لها وهذا الذي يشكل التركيب البللوري وهذا التركيب يرتد إلى الخارج ليصبح هاماً لخلية الـ(PV) لقد وصفنا الآن السيليكون البللوري الصافي.
إن السيليكون البللوري الصافي ناقل ضعيف للكهرباء لأنه لا يوجد ولا واحدة من إلكتروناتها حر الحركة مثل الإلكترونات التي لديها ناقل جيد كالنحاس وبدلاًمن ذلك فإن الإلكترونات جميعها محبوسة في التركيب البللوري ولكن السيليكون في الخلية الشمسية معدل بعض الشيء لذلك سيعمل مثل الخلية الشمسية



السيليكون في الخلايا الشمسية:

إن الخلية الشمسية فيها سيليكون مع الشوائب إختلط معها ذرات أخرى وذلك يغير عمل الأشياء فيها قليلاً ونحن نعتبر الشوائب عادة كشيء مكروه ولكن في هذه الحالة لن تعمل بدون هذه الشوائب وفي الحقيقة توضع هذه الشوائب عمداً.

سنعتبر بأننا مزجنا ذرة السيليكون مع الفوسفور ربما ذرة فوسفور واحدة لكل مليون ذرة سيليكون, الفوسفور لديه خمسة إلكترونات في الطبقة الخارجية وليس أربعة وهو يلتصق بذرات جاره السيليكون ولكن الفوسفور إلكتروناً واحداً ليس لديه أحد يمسك بيده وهو لا يشكل جزء من الرابطة ولكن هناك بروتون إيجابي في النواة الفوسفورية التي تبقي الذرة في محلها.

عندما تضاف الطاقة إلى السيليكون الصافي مثلاً عند تشكيل الحرارة ستتسبب بإفلات بضعة إلكترونات من روابطهم وبترك ذراتهم وفي كلتا الحالتين تقوم الإلكترونات بترك فجوات ورائها وبالتالي تتجول الإلكترونات بشكل عشوائي حول الشبكة باحثة عن فتحة أخرى لتهبط فيها وتدعى هذه الإلكترونات بالناقلات الحرة وتستطيع أن تحمل تياراً كهربائياً وهناك البعض منهم في السيليكون الصافي ولكنهم على أي حال ليسوا مفيدون جداً ولكن السيليكون الملوث الذي مزج معه ذرات فوسفور فهو قصة مختلفة, وإن إلكترونات الفوسفور الحرة الإضافية لم تربط برابطة لأن الإلكترونات التي تجاورها لم ترصها وكنتيجة لذلك فإن أغلب هذه الإلكترونات تفلت ونحن لدينا الكثير من النواقل الحرة أكثر من التي نريدها في السيليكون الصافي.

إن عملية إضافة الشوائب عمداً تسمى التخدير وعند التخدير مع الفوسفور فإن السيليكون الناتج يسمى (N-Type) N = Negative سلبي بسبب إنتشار الإلكترونات الحرة, وإن السيليكون المخدرالسلبي (N-Type) ناقل افضل بكثير من من السيليكون الصافي وفي الحقيقة الجزء السلبي الوحيد(N-Type) من الخلية الشمسية وخدرت الأجزاء الأخرى بالبورون التي لديها ثلاثة إلكترونات سيليكون فقط في الطبقة الخارجية بدلاً من أربعة لتصبح (P-Type) P = Positive إيجابي وبدلاً من أن يكون لديه إلكترونات حرة فإن لديه فراغات حرة وهي فراغات خالية من الإلكترونات لذلك فهي تحمل الشحنة النقيضة (الإيجابية) وهم يتحركون هنا وهناك مثلما تفعل الإلكترونات, لذا إلى أين أوصلنا كل هذا؟

السيليكون السلبي(N-Type) + الإيجابي(P-Type):

يبدأ الجزء المثير عندما تقوم بوضع السيليكون ذو الشحنة السلبية N-Type) ) مع السيليكون ذو الشحنة الإيجابية (P-Type) وتذكر بأن كل خلية (PV) تحتوي على الأقل حقل كهربائي واحد وبدون الحقل الكهربائي فإن الخلية لن تعمل ويتشكل هذا الحقل عندما يتصل السيليكون ذو الشحنة السلبية مع السيليكون ذو الشحنة الإيجابية.

إن الإلكترونات الحرة في الجهة السلبية تبحث عن فجوات لكي تهبط فيها وعندما ترى الفجوات في الجهة الإيجابية تسع لكي تهبط فيها, كان السيليكون قبل ذلك محايد كهربائياً والإلكترونات الزائدة توازنت مع البروتونات في الفوسفور والإلكترونات المفقودة (الفجوات) التي تتوازن مع البروتونات المفقودة في البورون, وعندما تختلط الفجوات مع الإلكتونات في إتصال الشحنات السالبة مع الشحنات الموجبة في السيليكون فإن الحياد يعطل, إذاً هل ملأت كل الإلكترونات الحرة كل الفجوات الفارغة؟؟؟ لا. ولكن إذا فعلت ذلك فإن كل الترتيب القائم في الإتصال لن يكون مفيداً, على أي حال فهي تختلط وتشكل حاجزاً وتجعل مرور الإلكترونات من الجانب السلبي إلى الجانب الإيجابي صعباً جداً وفي آخر الأمر فإن التوازن سيصل وسيصبح لدينا حقل كهربائي يفصل الجانبين.


إن الحقل الكهربائي يتصرف مثل الدايود سامحاً (أوحتى دافعاً) للإلكترونات بالتدفق من الجهة الإيجابية إلى الجهة السلبية وليس إلى الجهة الأخرى وهذه العملية مثل التلة حيث تستطيع الإلكترونات أن تذهب لآخر التلة (إلى الجهة السلبية) ولكنها لا تستطيع التسلق إلى التلة (إلى الجهة الإيجابية) لذلك أصبح لدينا حقل كهربائي يتصرف مثل الدايود حيث تستطيع الإلكترونات التحرك بإتجاه واحد فقط.
والآن دعونا نرى ماذا يحدث عندما يضرب الضوء الخلية.

عندما يضرب الضوء الخلية:

عندما يضرب ضوء على شكل فوتونات الخلية تقوم طاقته بتحرير أزواج من الفجوات الإلكترونية و سيقوم كل فوتون مع طاقته الكافية بشكل طبيعي بتحرير إلكترون واحدة بالضبط والذي سيؤدي إلى إقامة فجوات أيضاً وإذا حدث هذا بالقرب الكافي من حقل الإلكترونات أو إذا حدث أن تجولت الإلكترونات الحرة والفتحات الفارغة باتجاه مدار تأثيرها سيقوم الحقل بإرسال الإلكترون إلى الجهة السلبية والفتحات إلى الجهة الإيجابية وسيتسبب ذلك أيضاً بتمزيق الحياد الكهربائي, وإذا قمنا بتزويد طريق تدفق خارجي ستتدفق الإلكترونات من خلال الطريق إلى جهتها الأصلية (الجهة الإيجابية) لتتخذ الفجوات التي قام بإرسالها الحقل الكهربائي إلى هناك لتقوم بعملها على طول الطريق.

إن تدفق الإلكترونات يزودنا بتيار الحقل الكهربائي للخلية ويتسبب بالجهد الكهربائي (الفلطية) وبالنتيجة نحصل على الطاقة التي انتجت من كلا التيار والجهد الكهربائي
(الفلطية).


ماهو قدر طاقة ضوء الشمس التي تمتصها خليةالـ(pv)؟
لسوء الحظ إن أكبر كمية تستطيع الخلية إمتصاصها هي حوالي 25% وعلى الأرجح 15% أو أقل . لماذا هذا القدر القليل؟

فقدان الطاقة


لماذا لا تمتص الخلية أكثر15% من طاقة ضوء الشمس ؟

إن الضوء المرئي هو فقط جزء من المجال الكهرومغناطيسي وإن الطيف الكهرومغناطيسي ليس أحادي اللون إنما يتكون يتكون من أطوال موجية مختلفة ولذلك فإن الطاقة تكون على مستويات فتقوم النسبية الخاصة بعمل دراسة جيدة للطيف الكهرومغناطيسي ويمكن أن يجزء الضوء إلى أطوال موحبة مختلفة ونستطيع أن نراهم على شكل قوس قزح طالما أن الضوء الذي يضرب الخلية لديه مدى واسع من طاقة الفوتونات ويظهر بأن البعض منهم ليس لديهم طاقة كافية لتشكيل فتحات إلكترونية مزدوجة وسيعبرون ببساطة عبر الخلية كأنهم شفافون ولكن لازالت الفوتونات المتبقية لديها الكثير من الطاقة فقط كمية معينة من الطاقة قيست في فولطات الإلكترونات (ev) وحددت بمادة الخلية بحوالي (1.1 فولط إلكتروني Ev-- للسيليكون البللوري) تتطلب لخسارة الإلكترونات وإننا ندعو هذا ربط فجوة طاقة المادة, إذا كان لدى الفوتونات طاقة أكثر من الكمية المطلوبة فإن الطاقة الزائدة ستفقد( مالم يكون يكون لدى الفوتونات طاقة ضعف الكمية المطلوبة ويمكن أن يحدث أكثر من زوج واحد من فتحة الإلكترون ولكن تأثيرها لن يكون بهذه الأهمية) وهذين التأثيرين يقومان بتفسير خسارة حوالي 70% من طاقة الإشعاع الذي يحدث في الخلية, لماذا لا نستطيع أن نختار مادة ذات ربط فجوة منخفض وبذلك نستطيع إستخدام أكثر من فوتون؟

ولكن لسوء الحظ إن ربط الفجوة يحدد قوة الجهد الكهربائي للحقل المغنطيسي وإذا كانت منخفضة جداً ماذا سنختلق عندها مع تيار زائد (بإمتصاص فوتونات أكثر) وسنفقد التيار بإمتلاك جهد كهربائي قليل وإن الجهد الكهربائي (القوة الفولطية) تؤقت تياراً, إن ربط الفجوة المثالي يوازن هذان التأثيران بحوالي (1.4 Ev) لخلية صنعت من مادة وحيدة ولدينا أيضاً خسائر أخرى يجب على الإلكترونات أن تتدفق من جهة واحدة إلى جهة أخرى في الخلية من خلال دائرة خارجية, نستطيع تغطية القاع بالمعدن لكي نسمح بالإتصال الجيد ولكن إذا غطينا القمة بالكامل عندها لن تستطيع الفوتونات العبور بالموصل المعتم وعندها نخسر كل التيار (في بعض الخلايا تستخدم الموصلات الشفافة على السقف العلوي وليس على الخلية كلها)

إذا وضعنا الموصلات فقط على جوانب الخلية عندها يجب على الإلكترونات أن تجتاز مسافة طويلة جداً حتى تصل إلى الموصلات وتذكر بأن السيليكون شبه موصل وهو ليس ناقل جيد للتيار كالمعدن ومقاومته الداخلية(سلسلة المقاومة) عالية جداً والمقاومة العالية تعني خسائر عالية ولتقليل الخسائر غطيت الخلية بشبكة إتصال معدنية التي تقوم بتقصير المسافة التي تجتازها الإلكترونات عندما تغطي جزء بسيط من سطح الخلية ورغم ذلك فإن بعض الفوتونات مسدودة بالشبكة التي لايمكن أن تكون صغيرة جداً وإلا ستكون مقاومتها الخاصة عالية جداً.

إنهاء الخلية


إن هنالك بعض الخطوات قبل إستخدام الخلية, إن السيليكون مادة مشعة جداً وهذا يعني بأنها عا**ة جداً والفوتونات العا**ة لا يمكن إستخدامها في الخلية لذلك استعمل في قمة الخلية طلاء غير عا** لتحويل خسائر الإنعكاس لأقل من 5 % , أما الخطوط الاخيرة فهي صفيحة غطائية زجاجية تقوم بحماية الخلية من العناصر.

إن وحدات الـ(pv) مكونة من خلايا موصلة (36 خلية عادة) بسلاسل متوازية للوصول إلى مستويات جيدة من الجهد الكهربائي (الفولطية) والتيار, ووضعوا في إطار متين يكتمل مع الغطاء الزجاجي والأطراف الموجبة والسالبة في الخلف.

إن مادة السيليكون المفردة ليست المادة الوحيدة التي تستخدم في خلايا الـ(pv) يستخدم السيليكون متعدد البللورات أيضاً في محاولة قطع خسائر الصناعة وبالرغم من أن نتائج الخلايا ليست فعالة كالسيليكون الكريستالي المفرد,
إن السيليكون الغير متبلور الذي ليس لديه تركيب بللوري يستخدم أيضاً في محاولة تخفيض تكاليف الإنتاج, استخدمت مواد أخرى مثل زرنيخد الغاليوم وانديوم نحاسي وتلوريد الغاليوم وبما أنها مواد لديها ربط فجوات مختلفة فإن التوافق سيتشكل بأطوال موجبة مختلفة أو ستكون الفوتونات ذات قوى مختلفة, وقد طورت طريقة واحدة فعالة لإستخدام طبقتين أو أكثر من المواد المختلفة مع فجوات ذات ربط مختلف, إن المادة ذات أعلى ربط فجوة تكون على السطح وتمتص فوتونات غنية بالطاقة بينما تسمح للفوتونات ذات الطاقة الأقل لأن تمتص من قبل المادة أقل قدرة على ربط الفجوة التي تقع في الأسفل وتسمى مثل هذه الخلايا بالخلايا متعددة الإتصالات ويمكن أن يكون لديها أكثر من حقل كهربائي

تزويد المنزل بالطاقة


لدينا الآن وحدة الـ(pv) فماذا يمكن أن نفعل بها؟

ماذا يجب عليك أن تفعل لتزويد منزلك بالطاقة عن طريق الطاقة الشمسية؟

على الرغم من أنها ليست ببساطة وضع وحدات فوق السطح ولكنها ليست بهذه الصعوبة أيضاً.
أولاً ليس كل سطح لديه الجهة الصحيحة أو زاوية إنحناء للإستفادة من طاقة الشمس, يجب أن توجه أنظمة (pv) غير تتبعية في نصف الكرة الأرضية الشمالي إلى الناحية الجنوبية الصحيحة ويجب أن يمالوا إلى زاوية تتساوى مع خط عرض المنطقة لتمتص الكمية القصوى من الطاقة طوال العام, إن التوجيه المختلف أو المعدل المختلف يمكن أن يستخدموا إذا أردت أن تزيد من إنتاج الطاقة في الصباح أو في العصر أو في الصيف أو في الشتاء, وبالطبع لا يجب أن تظلل الوحدات بالأشجار أو بالأبنية القريبة وهذا لا شأن له بوقت اليوم أو وقت السنة وفي وحدات (pv) حتى إذا كانت خلية واحدة من الـ(36) خلية مظللة فسيخفض ذلك إنتاج الكهرباء لأكثر من النصف.

إذا كان لديك بيت غير مظلل وسقفه يتجه جنوباً فيجب أن تقرر حجم النظام الذي ستحتاجه وإنه يعتمد أيضاً على الحقائق التي تقول بأن إنتاج كهربائك يعتمد على الطقس الذي يكون عادة غير متوقع وبأن الكهرباء لديك ستتفاوت أيضاً إن هذه الموانع من السهل جداً توضيحها حيث تعطي البيانات الأرصادية المعدل الشهري لمستويات ضوء الشمس لمناطق جغرافية مختلفة, ويؤخذ أيضاً بعين الإعتبار هطول المطر والأيام الغائمة بالإضافة إلى الرطوبة وعوامل دقيقة أخرى, لذلك يجب عليك أن تخطط من أجل أسوأ شهر لتحصل على كهرباء كافية طول السنة ومع تلك البيانات وبمعرفة معدل متطلبات بيتك (فواتيرك الشهرية ستعلمك بشكل ملائم عن كمية الطاقة التي تستهلكها كل شهر) بهذه الطرق البسيطة ستستطيع تقرير وحدةالـ(pv) التي ستحتاجها, ويجب أيضاً أن تقرر نوع نظام الجهد الكهربائي (الفولطية) التي يمكن أن تحددها بتقرير كمية الوحدات لتربطها بسلاسل.


العقبات:


ربما هناك مشكلتين يجب أن تجد لهما الحل, أولاً: ماذا سنفعل إذا لم تشرق الشمس؟ بالتأكيد لا أحد سيقبل بأن تكون لديه كهرباء فقط أثناء النهار وأيضاً في الأيام الصافية, في هذه الحالة نحن نحتاج إلى بطاريات مخزنة للكهرباء ولسوء الحظ فإن البطاريات تزيد الكثير من التكلفة والصيانة إلى نظام الـ(pv) ولكن على أي حال هي ضرورية إذا كنت تريد أن تكون مستقلاً بشكل كامل وهناك طريقة أيضاً حول المشكلة وهي بوصل بيتك إلى شبكة المؤسسة حيث ستقوم بشراء الطاقة عندما تحتاجها و تبيعها لهم عندما تنتج طاقة أكثر من ما تحتاج وبهذه الطريقة تكون المؤسسة مثل نظام تخزين عملي غير محدود ويجب أيضاً على المؤسسة أن تكون موافقة على ذلك, وفي أغلب الأحيان ستقوم المؤسسة بشراء الطاقة منك بسعر أقل بكثير من سعر بيعهم الخاص وأيضاً ستحتاج إلى أجهزة خاصة لتتأكد من أن الطاقة التي تبيعها للمؤسسة تتزامن مع طاقتهم وبأنها تشترك معها في نفس الشكل الموجي الجيبي ونفس التردد.

يجب على المؤسسة أن تتأكد بأن نظام الـ(pv) خاصتك لن يدخل الكهرباء بشكل خطوط عند انقطاع التيار الكهربائي فتعتقد بأن الأسلاك خالية من الكهرباء وهذا يسمى (العزل).
إذا قررت إستخدام البطاريات يجب أن تبقي البطاريات دائماً وإذا أردت استبدالها ستكون العملية بعد بضعة سنوات.

إن وحدات الـ(pv) يجب أن تبقى لـ(20) سنة أو أكثر والبطاريات في نظام الـ(pv) يمكن أن تكون خطيرة جداً بسبب الطاقة التي تخزنها, وبسبب محلول الكهرباء الحمضي الذي تحتويه لذلك ستحتاج إلى إحاطة غير معدنية ومعرضة للهواء بشكل جيد.

--------------------------------------------------------------------------------

البطاريات ذات المدار العميق:

ما هو نوع البطاريات الذي يستعمل في أنظمة الـ(PV) ؟.
بالرغم من أن هناك أنواع مختلفة من البطاريات تستخدم عادةً ولكن هناك ميزة واحدة يجب أن تكون مشتركة بينهم كلهم وهي البطاريات ذات المدار العميق وهي ليست كبطارية السيارة التي تتميز بأنها ذات مدار سطحي, إن البطاريات ذات المدار العميق تستطيع أن تفرغ أكثر من طاقتها المخزونة وأيضاً لديها حياة طويلة أما بطارية السيارة تطلق تياراً كبيراً في وقت قصير ـ لكي تشغل السيارة ـ وثم تعيد الشحن فوراًعندما تسير السيارة.

إن بطاريات الـ(PV) يجب عليها أن تطلق تياراً أصغر في فترة أطول بشكل عام (مثلاً طوال الليل) بينما تقوم بالشحن خلال النهار, وإن بطاريات المدار الطويل الأكثر إستخداماً هي بطاريات حمض الرصاص وأيضاً بطاريات كاديوم ***ل, وبطاريات كاديوم ***ل أغلى ولكنها تبقى لمدة أطول ويمكن أن تفرغ طاقة بدون أذى وحتى بطاريات حمض الرصاص ذات المدار العميق لا تستطيع إفراغ 100% من الطاقة بدون إختصار حياة البطارية وبشكل عام إن أنظمة الـ(PV) صممت لإفراغ التيار عن طريق بطاريات حمض الرصاص وليس أكثرمن 40 أو 50 %.

يتطلب إستخدام البطاريات تركيب عنصر أساسي آخر يدعى المتحكم بالشحن, وستعيش البطاريات أكثر إذا تلقت العناية وذلك بعدم الإفراط بشحن البطارية أو عدم إفراغها كثيراً, وهنا يأتي عمل المتحكم بالشحن, عندما تشحن البطاريات بالكامل فإن المتحكم بالشحن لا يدع التيار في وحدات الـ(PV) يستمر بالتدفق إلى البطاريات وأيضاً عندما تفرغ البطاريات إلى مستوى قد حدد مسبقاً تحت سيطرة قياس الجهد الكهربائي (الفولطية) للبطارية فمغظم المتحكمين بالشحن لن يسمحوا بإفراغ المزيد من التيار من البطاريات حتى تشحن البطارية مرة أخرى, فجهاز التحكم بالشحن ضروري لضمان حياة البطارية الطويل.

قلب التيار المباشر إلى تيار متناوب:


إن المشكلة الأخرى هي إذا أردت إستخدام الكهرباء المولدة من وحدات الـ(PV) التي استخرجت من البطاريات وهو تيار مباشر بينما الكهرباء التي تؤمنها المؤسسة (والنوع الذي يستخدم في كل أدوات المنزل) هو تيار متناوب فأنت في هذه الحالة تحتاج إلى عا**ة وهي أدات تقوم بقلب التيار المباشر إلى تيار متناوب وإن أكثر العا**ات سيسمحون لك باسيطرة أوتوماتيكياً على كيفية عمل نظامك.

إن بعض وحدات الـ(PV) تسمى بوحدات التيار المتناوب لأنه قد بني عا** لدى كل وحدة وهذا يزيل الحاجة إلى عا**ة مركزية كبيرة ويبسط عملية توزيع الأسلاك.


يجب أن تتبع التعليمات الكهربائية في الأجهزة المتزايدة وتوزيع الأسلاك وصناديق التوصيل ومعدات الأرضية والحماية في التيار وعدم اتصال التيار المباشر والتيار المتناوب وملحقات أخرى, وهي توصي إلى حد كبير بأن التركيب يجب أن ينفذ من قبل كهربائي ذو رخصة وأن يكون لديه خبرة في أنظمة الـ(PV), وعندما يركب النظام فإن متطابات الصيانة في نظام الـ(PV) قليلة جداً (خاصة إذا لم تستخدم أية بطارية) وستقوم بتزويدك بالكهرباء بشكل نظيف وبهدوء لمدة 20سنة أو أكثر.
ـ إذا كان الجهد الكهربائي (الفلطائية) الضوئي مصدر رائع للطاقة المجانية فلماذا لا يجري كل العالم باتجاه الطاقة الشمسية؟.

إن بعض الناس لديهم مفهوم ضعيف عن الطاقة الشمسية( صحيح أن ضوء الشمس مجاني ولكن الكهرباء التي ولدت بأنظمة الـ(PV) ليست كذلك) وكما رأيت من شرحنا حول نظام الـ(PV)البيتي فإنك تحتاج إلى القليل من الأدوات.

إن تركيب نظام الـ(PV) سيكلف حالياً 9 دولارات لكل واط بالغ الذروة, ولنعطيك فكرة عن قدر الكلفة في نظام البيت لنأخذ بعين الإعتبار البيت الشمسي وهو بيت سكني نموذجي في ريلاي ـ كارولينا الشمالية مع نظام الـ(PV) المركب من قبل مركز كالورينا الشمالية الشمسي North Carolina Solar Center) ) وذلك لإظهار تقنية نظام الطاقة الشمسية, بيت صغير جداً وقدر نظام الشمس فيه بـ 3.6 كيلو واط من نظام الـ(PV) ويغطي حوالي نصف كمية الكهرباء الكلية التي يحتاجها (هذا النظام ليس لديه بطاريات وهو موصول بشبكة) وبالرغم من أنه يكلف 9 دولارات لكل واط فإن هذا النظام المركب يكلف حوالي 32000 دولار, وهذا النظام لا يستطيع التنافس مع المؤسسات وكلما زادت البحوثات فإن الكلفة تنزل وإن الباحثون واثقون بأن كلفة نظام الـ(PV) سيكون فعال في المناطق الحضرية بالإضافة إلى المناطق البعيدة.

ويكمن جزء من المشكلة في أن التصنيع يحتاج لأن ينجز في مناطق واسعة لتخفيض الكلف قدر المستطاع وعلى أي حال هذه المطالب لن تلبى حتى تنزل الأسعار إلى المستويات التنافسية وإن فعالية الوحدة والطلب يرتفعان بشكل ثابت والأسعار تهبط, ويصبح العالم مدركاً بشكل متزايد للمخاوف البيئية التي ارتبطت بالمصادر الكهربائية التقليدية مما يجعل للخلايا الفلطائية الضوئية مستقبل لامع

المعلم إبراهيم الجوهري *


المعلم إبراهيم الجوهري *


نشأته:






رجل عصامي نشأ في القرن الثامن عشر من أبوين متواضعين فقيرين تقيين، والده يسمى يوسف الجوهري كان يعمل في الحياكة بقليوب. تعلم في كتّاب بلده الكتابة والحساب وأتقنهما منذ حداثته، فكان يقوم بنسخ بعض الكتب الدينية ويقدمها للبابا يؤانس الثامن عشر (البابا 107). سرّ البابا من غيرته وتقواه وقربه إليه، وكان يقول له: "ليرفع الرب اسمك، ويبارك عملك، وليقم ذكراك إلى الأبد".

بدأ عمله ككاتب لدى أحد أمراء المماليك، توسط له البابا لدى المعلم رزق رئيس كتّاب علي بك الكبير، فأتخذه كاتبًا خاصًا له، واستمر في هذه الوظيفة إلى آخر أيام علي بك الكبير الذي ألحقه بخدمته، ولما تولى محمد بك أبو الذهب مشيخة البلد اعتزل المعلم رزق من رئاسة الديوان وحلّ المعلم إبراهيم محله، فبدأ نجمه يتألق في مصر، حتى صار رئيس كتاب القطر المصري في عهد إبراهيم بك، وهي تعادل رتبة رئاسة الوزارة حاليًا.... هذا المركز زاده وداعة واتضاعًا وسخاءً فاجتذب القلوب إليه.

تجاربه:
كان له ابن يدعى يوسف وابنة تسمى دميانة، مات الأول بعد ما أعد له منزلًا بكل إمكانياته ليزوجه.... فكانت نفس الوالدين مرة للغاية حتى سمّر الرجل الباب بمسامير وكسر السلم كي لا يدخل أحد البيت، لكن تحولت المرارة إلى حب شديد لمساعدة الأرامل والأيتام وتعزية كل حزين أو منكوب. وقد ظهر القديس أنبا أنطونيوس لزوجته كما له في نفس الليلة وعزاهما.

حدث انقلاب في هيئة الحكام، وحضر إلى مصر حسن باشا قبطان من قبل الباب العالي فقاتل إبراهيم بك شيخ البلد ومراد بك واضطرا إلى الهروب إلى أعالي الصعيد ومعهما إبراهيم الجوهري وبعض الأمراء وكتّابهم.... فنهب قبطان باشا قصور البكوات والأمراء والمشايخ واضطهد المسيحيين، وقام بسلب ممتلكات المعلم إبراهيم وعائلته وكل ما قد أوقفه على الكنائس والأديرة.

اضطرت زوجته إلى الاختفاء في بيت حسن أغا كتخدا علي بك، لكن البعض دلّ الباشا عليها، فاستحضرها وأقرت بكل ممتلكاتهما، كما استحضر أيضًا ابنتها دميانة التي طلبت من الباشا مهلة، جمعت فيها بعض الفقراء لتقول له: "أن أموال أبي في بطون هؤلاء وعلى أجسامهم".... ويبدو أن الباشا تأثر لذلك إلى حد ما فلم يبطش بها.

عاد إبراهيم بك ومراد بك ومعهما المعلم إبراهيم إلى القاهرة في 7 أغسطس 1791، وكان المعلم إبراهيم محبوبًا من السلطات جدًا ومن الشعب حتى دُعي "سلطان القبط" كما جاء في نقش قديم على حامل الأيقونات لأحد هياكل كنائس دير الأنبا بولا بالجبل الشرقي، وأيضًا في كتابه بقطمارس محفوظ بنفس الدير.




صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس المعلم أبراهيم الجوهري، من مقبرة المعلمين إبراهيم و جرجس الجوهرى

قال عنه الجبرتي المؤرخ الشهير: "إنه أدرك بمصر من العظمة ونفاذ الكلمة وعظيم الصيت والشهرة، مع طول المدة بمصر ما لم يسبق من أبناء جنسه، وكان هو المشار إليه في الكليات والجزئيات، وكان من دهاقين العالم ودهاتهم لا يغرب عن ذهنه شيء من دقائق الأمور، ويداري كل إنسان بما يليق به من المداراة، ويفعل بما يوجب من انجذاب القلوب والمحبة إليه، وعند دخول شهر رمضان كان يرسل إلى غالب أرباب المظاهر ومن دونهم الشموع والهدايا، وعمرت في أيامه الكنائس والأديرة، وأوقف عليها الأوقاف الجليلة، والأطيان، ورتب لها المرتبات العظيمة والأرزاق الدائرة والغلال". قال عنه الأنبا يوساب الشهير بابن الأبح أسقف جرجا وأخميم إنه كان محبًا لكل الطوائف، يسالم الكل، ويحب الجميع، ويقضي حاجات الكافة ولا يميز أحدًا عن الآخر في قضاء الحق. خلال علاقاته الطيبة مع السلاطين في مصر والأستانة كان يستصدر فرمانات خاصة ببناء الكنائس وإصلاحها. كما قدم الكثير من أمواله أوقافًا للكنائس والأديرة، واهتم بنسخ الكثير من الكتب الدينية على حسابه لتقديمها للكنائس.


وداعته:

قيل أن أخاه المعلم جرجس الجوهرى جاءه يومًا يشتكي له من بعض الشبان إنهم أهانوه في الطريق، سائلًا إياه أن يتصرف خلال سلطانه، فقال له أنه سيقطع ألسنتهم.... وفي اليوم التالي إذ كان أخوه يسير في نفس الطريق وجد الشبان يحبونه ويكرمونه جدًا. فلما سأل أخاه عما فعله معهم، أجاب أنه أرسل لهم عطايا وخيرات قطعت ألسنتهم عن الشر.

قيل عنه أيضًا إنه إذ كان يصلي في كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، وكان متعجلًا أرسل إلى القمص إبراهيم عصفوري -من علماء عصره- يقول له: "المعلم يقول لك أن تسرع قليلًا وتبكر في الصلاة ليتمكن من اللحاق بالديوان". أجابه الكاهن: "المعلم في السماء واحد، والكنيسة لله لا لأحد. فإن لم يعجبه فليبن كنيسة أخرى". إذ سمع المعلم إبراهيم تقبل الإجابة بصدر رحب دون غضب أو ثورة، ولكنه حسب ذلك صوتًا من الله إذ بنى كنيسة باسم الشهيد أبي سيفين بالجهة البحرية لكنيسة السيدة العذراء....


حبه لخدمة الآخرين:




صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس المعلم أبراهيم الجوهري، من مقبرة المعلمين إبراهيم و جرجس الجوهرى

عاد المعلم إبراهيم بعد قداس عيد القيامة المجيد ليجد أنوار بيته مطفأة كلها، وإذ سأل زوجته عن السبب أجابته: "كيف نستطيع أن نبتهج بالنور، ونعّيد عيد النور المنبثق من القبر الفارغ وقد حضرت عندي في المساء زوجة قبطي سجين هي وأولادها في حاجة إلى الكسوة والطعام؟! وقد ساعدني الله، فذهبت إلى زوجة المعلم فانوس الذي نجح في استصدار الأمر بإطلاق سراحه". فذهب المعلم إبراهيم وأحضر الرجل وزوجته وأولاده إلى بيته لكي يضيء الأنوار ويبتهج الكل بالعيد أما ما هو أعجب فإن هذا السجين الذي أكرمه المعلم في بيته إذ قدم له عملًا، قال للمعلم بأن هناك صديق له هو أولى منه بهذه الوظيفة وأكثر منه احتياجًا، ففرح المعلم إبراهيم باتساع قلب هذا الرجل ومحبته، وقدم عملًا لصديقه.


محبة غالبة للموت:

انتقل المعلم إبراهيم في 25 بشنس سنة 1511 الموافق 31 مايو 1795، فحزن عليه أمير البلاد إبراهيم بك الذي كان يعزه جدًا، وقد سار في جنازته، ورثاه البابا يؤانس.

لم تنته حياته بموته فقد قيل أن رجلًا فقيرًا اعتاد أن يأتيه (ربما من بلد أخرى) بطريقة دورية يطلب معونة، وإذ جاء كعادته وبلغ داره عرف إنه تنيح فحزن جدًا. سأل عن مقبرته، وانطلق إليها يبكي ذاك السخي بمرارة، حتى نام من شدة الحزن، وظهر له المعلم إبراهيم يقول له: "لا تبكِ، أنا لي في ذمة (فلان الزيات ببولاق) عشر بنادقة، فسلّم عليه مني وأطلبها منه فيعطيها لك". إذ استيقظ الرجل خجل أن يذهب إلى المدين. بالليل ظهر له المعلم مرة أخرى في حلم وسأله أن ينفذ ذات الأمر.... لكنه أيضًا تردد في الأمر. وفي المرة الثالثة قال له: "لا تقلق، اذهب كما قلت لك، وسأخبره بأمرك". فقام الفقير وذهب إلى الرجل دون أن ينطق بكلمة. تفرس فيه الرجل وطلب منه أن يروي له ما حدث معه. وإذ روى له ذلك، قال: "بالحق نطقت، لأن المعلم إبراهيم تراءى لي أنا أيضًا، وأبلغني بالرسالة التي أمرك بها. فإليك ما في ذمتي، وهوذا مثلها أيضًا مني".


محبة بلا تغصُّب:

يروي لنا توفيق إسكارس في كتابه: "نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر" أن أسرة سريانية أرثوذكسية من حلب لا تزال تقيم قداسات إلهية باسم هذا الراحل، ذلك أن عائلهم وجد ضيقًا شديدًا ونُهبت أمواله في حلب فجاء إلى مصر واهتم به المعلم إبراهيم وسنده في عمل التجارة فأنجح الرب طريقه واقتنى ثروة ضخمة ورجع إلى عائلته يروي لهم ما فعله هذا القبطي به، فرأوا أن يقيموا قداسات باسمه اعترافًا بفضله.

السبت، 22 سبتمبر 2012


احفظ حروف اليوناني بالسجع –
الفا، بيتا،غما، دلتا ----- يوناني حته حته
اسيلون، زيتا، ايتا، ثيتا – لغه سهله زي المزيكا
ايوتا ،كبا، لمدا ----- لغه سهل ومش لمدا
مي، نيو، اكسي، امكرون – يلا اربح المليون
بي، رو، سجما، تارو --- دحكوا عليكو وتارو
ابسلون، في، خي -- --- لاتزعل افرح ياخي
بسي، اومجا ، سجما --- حروف الوحش سجما
اعداد الشاعر ظريف الاديب
اهداء لطلبه كليه اللاهوت
 
 

لا تقع بالحب بل انهض به ( أوشو )

   لا يسعد الناس العاديون إذا كانوا وحيدين، فهم يشعرون بفراغ كبير ، بشيء ما مفقود. لايمكنهم العيش لوحدهم لفترات طويلة، حتى الساعة تبدو وكأنها عدة ساعات. إنهم يهربون إلى العلاقات. والعلاقات هي مجرد هروب من الذات. إنها ليست علاقة حقيقية، إنها سلبية: يقع الرجل في حب المرأة فقط ليتجنب العزلة، والمرأة في حب الرجل لتتجنب عزلتها.
العلاقة الإيجابية هي علاقة مختلفة تماماً. أنت لا تحاول الهرب من نفسك. أنت تحب لتكون ذاتك، أنت تحب وحدتك، تبتهج بها، ومتى وجدت الوقت تتحرك صوبها.
وفي الوحدة ثمة نشوة عارمة تخلق، وعليك أن تتقاسمها مع الآخرين . تصبح كعبء كغيمة ممتلئة بالمطر ولابد لها من أن تمطر. ليست قضية إن كانت الأرض تحتاج إليها أم لا، أو كانت الأشجار تستقبلها ام لا، فلابد لها من أن تمطر، أن تتحرر من هذا العبء.
تذكر، إن الحمل الأعظم في الحياة هو عندما تفيض بالنشوة. كل شيء آخر يمكن حملانه ، لكن النشوة يجب أن نتقاسمها مع أحد. إنها الحمل الأعظم، هو حمل لذيذ، لكنه ثقيل جداً. وأنت لا يمكنك أن تحمله لوحدك، تحتاج لأصدقاء لتتقاسمه معهم. عندها تكون العلاقة إيجابية. عندها لاتقع في الحب، بل تنهض به. عندها يرتفع الرجل بالحب مع المرأة

الخميس، 20 سبتمبر 2012

بالصور والفيديو ناسا تعرض صور لتماثيل فرعونيه على المريخ وسط ذهول عالمى


 
عرضت اليوم وكالة ناسا الفضائيه صوراً عديده وباحجام مختلفه لتمثال يشبة بكثير تمثال رمسيس الثالث منحوت فى احدى الصخور على كوكب المريخ........ 
ونشرت صورا اخرى يشبة طريق منحوت للوصول الى التمثال فى وسط تساؤلات عالميه ماذا اتى بهؤلاء الى هنا منذ ملايين السنين وسنضع بين ايديكم نص الوكاله بالانجليزيه وبعض الصور ومقاطع الفيديو لصورة التمثال .


 
 صور اخرى حصلنا عليها من موقع مارس نورماليزيشن .

  وهذه صور أخرى من نفس الموقع .
http://i295.photobucket.com/albums/mm132/marsrocksmars/egyptian%20statue/egyptianstatuecolorunmarked.jpg
 وهذه صوره أخرى مكبره لنفس التمثال .
http://i295.photobucket.com/albums/mm132/marsrocksmars/egyptian%20statue/egyptianstatuehighlighted.jpg

ح أتجن ..بيرم التونسى

 
ح أتجن
*****
حاتجن ياريت ياخوانا
مارحتش لندن ولا باريز
دى بلاد تمدين 
ونضافه وزوق ولطافه
وحاجه تغيظ
مالاقيتش جدع متعافى
وحافى
وماشى يقشر خص
ولا شحط مشمرخ افندى
معاه عود خلفه
ونازل مص
ولا لب أسمر
وسودانى وحمص
وانزل ياتقزقيز
حاتجن ياريت يا أخواننا
مارحتش لندن ولا باريز
 عركه فى نص الليل
دايره بالحيل
وساحبها بوليس
قدامها جدع متجرجر
وشه معور
قال ايه دا عريس
الخلق ماهى بتتجوز
واشمعنى أحنا مفيش تمييز
حاتجن ياريت يا أخواننا
مارحتش لندن ولا باريز



ولا واحده فى وش الفجر
تبرطع ماليه الدنيا صوات
قال ايه
جوز خالتى ام احمد
سلفة أخوها السيد
مات
سبحانك ماأعظم شأنك
والله الموت
دا مفيد ولذيذ
حاتجن ياريت يا أخواننا
مارحتش لندن ولا باريز
ولا واحد طالع يجرى
وواحد تانى بيجرى وراه
ويقول هاهع حصلتك
يابن اللى ابصر أيه عاملاه
لا الشارع غيط ياأخواننا
ولا احنا بداره
ولا احنا معيز
حاتجن ياريت يا أخواننا
مارحتش لندن ولا باريز
ولا واحد بيبيع حاجه
يقول بريال وتاخدها بصاغ
ياأخواننا دى حتى الابره
تاخدها بدوشه وقلب دماغ
حلفان
وعراك
ومناهدة
ويمكن ضرب كفوف
ياحفيظ
حاتجن ياريت يا أخواننا
مارحتش لندن ولا باري
ولا فيش ميت الف صعيدى
بتوع يابصيب هاجمين
ولافيش
ميت الف معوض داعس
جاى معاه صندوق ورنيش
والله كرهت القهوة 
وحرمت أقعد ع الأفاريز
حاتجن ياريت يا أخواننا
مارحتش لندن ولا باريز
حاتجن ياريت ياخوان
مارحتش لندن ولا باريز
دى بلاد تمدين 
ونضافه وزوق ولطافه
وحاجه تغيظ 

إسماعيل حسني : دستور الإخوان وإفساد المجتمع


الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

إلى السيد الدكتور الحاج محمد مرسى العياط.. وحيد حامد


وحيد حامد
الآن يا حاج مرسى، وحفاظاً على كمال عقلى، دعنى أكن واضحاً وصريحاً معك ومع جماعتك.. وتعال نتأمل الواقع الذى نعيشه الآن.
مصر.. رايحة على فين يا حاج مرسى...!!
بداية...
أذكّر سيادتكم، يا حاج مرسى، بوعودك وأقوالك وأفعالك قبل أن تكون رئيساً وحتى بعد أن أصبحت الرئيس المنتخب.. وإذا لم تسعفك الذاكرة بحكم المشاغل الرئاسية فأرجو أن تكلف أحد مساعديك أو مستشاريك، وهم والحمد لله كثر، بأن يأتى إليك بالتسجيلات المسموعة والمرئية حتى تتأكد أننا لا ندعى عليك بالباطل.. فأنت الذى وعدت بحل مشاكل كثيرة مثل النظافة والمرور والأمن، ووعدت الشعب المطحون بالبناء والرخاء والحرية والعدالة والقضاء على الفساد قدر استطاعتك.. لم يفرض عليك أحد الزمن المحدد لإنجاز كل ما وعدت به.. الزمن كان مفتوحاً أمامك وكان يمكن أن تحدده بسنة كاملة أو اثنتين، وكنا سنقبل بهذا على اعتبار أن فى هذا البلد الذى تحكمه الآن عقلاء يدركون حجم المشاكل التى خلّفها النظام السابق. إذن فمسألة المائة يوم أما أن تكون سوء تقدير للكوارث الموجودة، وإما أن تكون ضرباً من ضروب الخدع الانتخابية، وأعتقد أنها كانت خدعة انتخابية ولا شىء غير ذلك.. فها هى المائة يوم قد قاربت على الانتهاء ولم يحدث فى مصر كلها أى شىء يمكن أن نعتبره خطوة إلى الأمام أو له نتائج مباشرة تعود على المواطن بأى فائدة أو ترفع عنه قليلاً من الهم والغم.. وأقل الوعود التى قطعتها على نفسك لم تنفذ، وأرجو أن تنزل إلى الشارع وتتفقد أحوال الرعية حتى لو متنكراً أسوة بعمر بن الخطاب رضى الله عنه حتى ترى بعينى رأسك الفوضى العارمة التى ضربت الدولة فى جميع مفاصلها وشرايينها حتى أصبحت هى زعيمة الدولة بعد أن فرضت سيطرتها الكاملة وغيّرت من طبائع الناس وأخلاقهم.. وتفقد أحوال الفقر والعوز وغلاء الأسعار، وشاهد القذارة المنتشرة فى كل مكان.. وعفن الفساد المستمر حتى الآن بعد أن غيّر من هيئته بإطلاق اللحية.. اعلم يا رجل يا طيّب أنك صرحت فى تباهٍ أن كيلو المانجو بثلاثة جنيهات، وأن عهدك السعيد انخفضت فيه الأسعار، وطبعاً أنا ألتمس العذر لسيادتكم لأنك بعد أن صرت رئيساً فأنت لا تنزل السوق ولا تشترى أى سلعة.. أسعار المانجو تبدأ من ستة جنيهات للثمرات المصابة بالعفن البنى وتنتهى عند أربعين جنيهاً للممتازة.. ولكن هل المانجو هى الغذاء الشعبى للشعب المصرى.. أين رغيف العيش منك يا حاج مرسى؟ أين طبق الفول.. وكيلو الباذنجان الأسود؟ لن نتحدث عن اللحوم والدواجن وحتى أسعار الخضراوات.. وحتى لو كان ثمن كيلو المانجو نصف جنيه فهى فاكهة موسمية سرعان ما تختفى، وهى لا تملأ معدة ولا تسد جوعاً ولا يوضع بداخلها قطعة جبن أو بيضة مسلوقة فتصير ببركة جماعة الإخوان «سندوتش» يحمله أى تلميذ فى حقيبة مدرسته.. وبمناسبة تصريح سيادتكم هذا يا حاج مرسى تذكرت واقعة طريفة كنت شاهداً عليها حدثت أيام احتلال مصر بالنظام السابق، فقد أقام أحد السادة رؤساء الوزراء -هو فى السجن حالياً- فرح ابنه أو ابنته على حمام السباحة فى أحد الفنادق الفاخرة وبلغت تكلفة الفرح التى لم تُدفع أصلاً ما يزيد على المائتين وخمسين ألف جنيه، وعندما انتهت الليلة السعيدة انتظر طاقم الخدمة الذين تولوا خدمة الضيوف وتلبية طلباتهم «البقشيش» السخى الذى سيدفعه السيد رئيس الوزراء. وجميعهم كانوا فى أشد حالات التفاؤل بأن يكون البقشيش سخياً بحيث يعود كل واحد منهم إلى بيته «مرضياً» بعد ليلة كلها جهد وشقاء.. وكانت المفاجأة المذهلة أن الجبل تمخض فولد فأراً.. أرسل الرجل مبلغ مائتى جنيه فقط لا غير، أى بالكاد يحصل الواحد منهم على أربعة جنيهات أو أقل قليلاً.. أصابتهم الصدمة واجتمعوا والسخط فى داخلهم والغضب على وجوههم وسبّوا ولعنوا.. إلا واحداً منهم ظل هادئاً لأنه «حشاش» وكان ضرب سيجارتين وعمل دماغ.. قال لهم بهدوء وثبات: ما تزعلوش يا جماعة!! هوّ الراجل ده بقاله كام سنة رئيس وزراء؟ قالوا: أكتر من خمس سنوات!! قال لهم: هذا الرجل لم يُخرج مليماً واحداً من جيبه منذ أن كان وزيراً، وبالتالى هو لا يعرف قيمة الأشياء حالياً، وبالتالى تعامل معكم بأسعار زمان أيام ما كان بيحط إيده فى جيبه!! فإذا عدنا إلى موضوعنا الأصلى بعد هذا الفاصل الفكاهى.. نجد أن الآلة الإعلامية للجماعة والحاج مرسى تروّج للباطل وترفع راية الخداع.. ونحن لا ننسى أبداً عندما أصبحت رئيساً «فشخة الصدر» التاريخية فى ميدان التحرير وإظهار الشجاعة الفائقة بعدم ارتدائك القميص الواقى من الرصاص، وقلنا الحمد لله.. الآن لدينا رئيس لا يهاب الموت فى سبيل الوطن.. ولكن يبدو أن القميص الواقى من الرصاص يومها كان مغسولاً ومنشوراً على الحبل ولم يجف بعد.. لأن ما نراه منك الآن لم يحدث فى تاريخ مصر ولا أى دولة أخرى فى العالم الثالث، أقول العالم الثالث لأن رؤساء العالم الأول يتحركون فى حراسة محدودة للغاية وغير مرئية أو محسوسة.. وأنت تتحرك وسط حراسة مشددة ومدرّبة لو وجّهتها إلى سيناء، التى على وشك الضياع، لطهرتها تماماً من الإرهابين على اختلاف أنواعهم وتوجهاتهم.. ولكنك تريد الحماية لنفسك من عدو غير موجود أصلاً، فليس هناك من يفكر فى اغتيالك أو الخلاص منك، ولكنها السلطة يا حاج مرسى عندما تخترق الإنسان البسيط فيتوحش بها.. ولا أعرف هل هذه رغبتك أم أن هناك من أشار عليك بذلك من قطط الموائد التى تحيط بمائدتك التى أعلم أنها مائدة عامرة وافرة بأجود أنواع الطعام وفيها سخاء.. فأنت عكس الرئيس المسجون حالياً.. فقد كان بخيلاً على الناس وعلى نفسه.. أما أنت يا حاج «بارك الله» صاحب شهية مفتوحة وكرم إخوانى حتى أن مائدتك تمتد من قصر الرئاسة إلى مدينة الزقازيق، وأنا لا أجد غضاضة فى أن يكون لك موكب مثل موكب الخليفة.. وحراسة إن لم تكن من أجل الخصوم فمن أجل المعتوهين أو الموتورين أو المتشددين الذين أمرت بإطلاقهم علينا بالعفو عنهم فعادوا إلى سيرتهم القديمة فى جرأة وقسوة.. وها أنت قد رأيت بعينيك الأعلام السوداء التى تُرفع فى سيناء وفى قلب القاهرة مما يؤكد أن هذه الخلايا الإرهابية موجودة وفى زيادة، وأنت يا حاج تبارك وجودها، وأيضاً تعلم أن مدرب الوحوش غالباً ما تكون نهايته بين أسنان الوحوش.. وتعلم أيضاً أن قاتل سيدنا على بن أبى طالب مسلم متشدد من الخوارج.. وتلعم أيضاً أن الذئاب يأكل بعضها البعض. ولكنى أنا وغيرى من الناس فى أشد حالات الدهشة من أدائك للصلاة فى المساجد مع عامة الناس بواسطة هذه الحراسة المشددة والمبالغ فيها، وكأنك تنكر قول المولى عز وجل (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة).. ومقتل السادات عبرة..
إذن فهى صلاة استعراضية إعلامية تفتقد الخشوع لله سبحانه وتعالى.. يا حاج مرسى، دعنا من تكاليف صلاتك هذه والتى تكفى إطعام ألف أسرة لمدة شهرين أو ثلاثة.. ودعك من التضييق على عباد الله الصالحين وخنقهم بالجيش الذى يحرسك.. ألم تفكر لحظة واحدة بأن الله يراك وأنك لا تستحى منه؟ فأنت تذهب بقواتك للركوع أمام الله وكأنك تقول له: أنا صاحب مصر يا صاحب الكون كله.. هذا هو الفعل المخجل.. ودعنى أروى لك حكاية من حكايات أسلافك الإخوان.. فقد أشار المرحوم حسن البنا على رئيس الديوان الملكى على ماهر باشا بأن أفضل طريقة تجعل الملك فاروق محبوباً لدى الناس أن يكثر من التردد على المساجد حتى يراه الناس وهو يصلى، وكانت كتائب الإخوان تستقبله على أبواب المساجد بالهتاف وتودعه بالدعاء كما يحدث معك الآن يا حاج مرسى.. إلا أن الملك الشاب قليل الخبرة كان ذكياً وصاحب عقل وحكمة.. شاهد رجلاً يقف بالقرب منه وهو جالس يسمع الخطبة فسأل كبير الياوران.
- الراجل ده واقف ليه..؟
- دا الحارس بتاعك يا مولاى.
قال الملك بكل حسم وحزم:
خليه يصلى أحسن.. أنا فى حراسة الله.
ونحن لا نملك، وبعد أن استقويت على شعبك، إلا أن نقول لك: اتق الله يا رجل، فأنت اليوم رئيس ولا تعلم ما هو مصيرك فى الأعوام القادمة.. وكل ما يحدث فى مصر الآن ومنذ توليت السلطة هو ضجة بلا طحن.. ضجة يحدثها قارعو الطبول فى كل زمان ومكان، وصدق من قال «أهل مصر عبيد لمن غلب».. وبمجرد أن غلبت يا حاج مرسى، سواء بالحق أو بالباطل، عزفت لك المزامير التى كانت تعزف لمبارك، وطربت لهذا العزف وصاروا يسمعونك ما تحب أن تسمعه.. لم نر منك أو من جماعتك أى تغيير، ولم تقدم على فعل مؤثر.. حيث ما نراه منك حتى الآن هو السفر.. والصلاة الإعلامية.. وإلقاء الخطب.. وجميعها محل إشادة.. وتهلل قطط الموائد لكل خطاب تلقيه وتزعم أنه كان عظيماً ومحل إشادة، وكأنك وجدت حلاً لمشكلة البطالة، ويظهر على سطح الحياة المصرية البائسة الكثير من الأنطاع العباقرة فى فن التبرير واختلاق الأعذار.. أحدهم اقترح أن يتم حساب المائة يوم بداية من اليوم الذى رحل فيه المجلس العسكرى.. وهو يعلم تمام العلم أن المجلس العسكرى منذ البداية ومع أول هجوم إخوانى وقع أسيراً فى قبضة الجماعة التى أصبحت تأمر فينفذ ويطيع.. وعندما تمت إقالة المشير والفريق اعتبره البعض أنه عمل بطولى قام به الرئيس.. والأمر فى حد ذاته إجراء عادى جداً، فالمشير -سامحه الله- كان يجب أن يرحل منذ سنوات عديدة.. فلم نسمع قط عن وزير دفاع استمر فى موقعة عشرين عاماً حتى أصابته شيخوخة الفكر والجسد أيضاً حتى أنه صار مثل الشجرة العجوز التى تسقط مع مرور أى ريح قوية.. ولكن مبارك المريض بالشك والوساوس والفاقد تماماً لبُعد النظر والوعى لضعف الثقافة كان يفكر ضد نفسه دون أن يدرى، وهو عندما سلم مصر إلى المجلس العسكرى ولم يسملها إلى نائبه عمر سليمان رحمة الله عليه ظناً منه أن المجلس العسكرى سوف يعيده إلى الكرسى من جديد.. إلا أن المجلس العسكرى المرتبك المهزوز والخائف من الجماعة قرر أن يتحالف أولاً معها.. وفى أيام قليلة ابتلعت الجماعة المجلس العسكرى فى جوفها كما تبتلع الأفعى الفأر المذعور.. وهكذا وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه الآن.. اقتصاد يتراجع يوماً بعد يوم.. مكانة دولية منهارة تماماً.. مرافق معطة أمن ما زالت قدراته ضعيفة ومكبلاً.. صراعات دينية متنوعة.. فقر يتوغل.. تعليم معطل.. نفاق يسطع فى كل مكان.. عملية خداع سياسى وإرهاب فكرى تقوم بها التيارات الدينية وعلى رأسها جماعة الإخوان لوضع دستور يلقى بمصر من على قمة الجبل إلى سفحه.. سيناء على وشك الضياع.. رجال أعمال سُجنوا.. وتم إحلال غيرهم.. سياحة خسرت ما لديها من سمعة.. و.. و.. وأنت يا حاج مرسى تصلى وتسافر وتخطب فى كل مناسبة.. وفى أى جمع من الناس.. وتأكل.. وتشرب.. وتنام.. والآن لديك قطط الموائد التى تجد مبرراً لكل فعل تفعله حتى لو كان فيه خراب هذه الأمة العريقة.. ويوم أن تذهب سيناء بعيداً عن مصر وأهلها سيخرج علينا من يقول: «همّ واتشال من فوق ضهرنا».. وهكذا تموت الأمم يا حاج مرسى.. أعانك الله علينا.. وأعاننا الله عليك.. والله المستعان.

دولة الاستعباد التام أو الموت الزؤام



في دولة الإسلام نصين بأيدي المسلمين ؛ أحدهما نظري خطابي إرشادي وعظي قصصي حكمي روائي و الآخر عملي تم تدوينه في أرض الواقع فعلا و حدثا ؛ النص الأول غالبا ما يركز على العدالة و المساواة والرحمة المهداه ؛ بينما الثاني لا يتحدث إنما يفعل و يحرك الواقع و يدفعه بموجب نصوص دينية منها المقدس السماوي و منها الفقهي البشرى ؛ وكلاهما مقدس ؛ وكلاهما عندما فعل في الواقع بالفعل البشرى أدى إلى احتلال البلاد و الاستبداد بالعباد مع قهر و ظلم بلا شبيه أو نظير لأنه تم تدوينه في الواقع بالدم و الحرق و الذبح و الإبادات الجماعية التي نسميها اليوم وفق مفاهيم أيامنا بالجرائم ضد الإنسانية .
الكلام حلو و جميل ؛ ما أحلى كلام الإنجيل عن المحبة و الصفح لكن الحروب الصليبية و محاكم التفتيش قالت في الواقع شيئا آخر ؛ هو على النقيض بالمرة مما قال المسيح و ما أراد من أتباعه.
أي كلام يمكن أن يكون جميلا و مؤثرا ؛ أليس جميلا قول العربي لأول خليفة : لو أخطأت لقومناك بسيوفنا ؛ أليس رائعا وحقوقيا حرا قول الخليفة الثاني : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ و احتماله مسئولية دابة لو عثرت بالعراق؟ و كيف أصابت المرأة وأخطأ عمر؟ منتهى العدل و الاعتراف بحق المواطن في التصويب على الحاكم ؛ لكن المشكلة التي حدثت مع المسيحيين إزاء الكلام الجميل ؛ هي ذات المشكلة التي حدثت مع المسلمين إزاء أقوالهم المأثورة المكررة على الأسماع دوما ؛ وإن بشكل أكثر فداحة و كارثية بحق شعوب المنطقة جميعا .
بل أن الواقع الذي نسرد عنه تلك الحكم الروائع هو نفسه ما كان ينطق بغيرها بالمرة
فالخليفة الذي قبل من البدوي أن يقومه بسيفه ؛ هو من قوم الجزيرة كلها بسيفه ؛ فقتل أهلها شر قتله عندما اعترضوا على خلافته و مدي صحة بيعته ؛ و قتل من أرتد عن الإسلام إلي أديان أخرى ؛ و أمر برمي الجميع من شواهق الجبال و تنكيسهم في الآبار وحرقهم بالنار .
و الخليفة الثاني صاحب لقب العادل ؛ وصاحب مجموعة المأثورات الشفاهية التي يكررها مشايخنا علي أسماعنا دلالة عدل وسلام ساد البلاد و العباد ؛ هو نفسه من استعبد شعوبا بكاملها ؛ و مات مقتولا بيد واحد ممن تعرضوا للظلم و الاستعباد أثناء خلافته .
أما الخليفة الثالث فكان واضحا من البداية في عدم العدل و المساواة بين العرب أنفسهم فكان أن قتله أقاربه و صحابته وصحابة النبي قتلة أقرب للمثلة فكسروا أضلاعه بعد موته ؛ ورفض المسلمون دفنه في مقابرهم ؛ فدفنوه في حش كوكب حيث مدافن اليهود.
عندما تسأل عن أحداث الواقع يحكون لك حكايات أقرب إلى خيال الأطفال ؛ وكيف دخل رجل الجنة عندما روي عطش كلب ؛ أو كيف تم ضرب بن الأكرمين لصالح بن الآسفلين ؛ دون أن توضع أمام المسلم الحقائق كلها حتى يكون علي بينة من شأن دينه و تاريخه الذي يلزمه اليوم السلوك و التصرف بموجبه ؛ وهو ما يؤثر في حياتنا و موقفنا من المستقبل ومن قضية الحريات و الحقوق الإنسانية تأثيرا شديد السلبية . لذلك يصبح الوضوح الشفاف مع حقائق ذلك التاريخ الذي نؤسس عليه اليوم مواقفنا ضرورة تأسيسية ؛ إذا أردنا إصلاحا حقيقيا ؛ بأقل قدر من الأخطاء و الكوارث المحتملة إبان التغير المرتقب ؛ لندخل المستقبل الأتي بأقل قدر ممكن من ارث الأكاذيب و الوهم على النفس قبل الآخرين .
لأن من بيننا من يريد عودة دولة الشريعة الإسلامية و الخلافة مثل حزب التحرير الإسلامى و جماعة الإخوان المسلمين و كل الفرق الإسلامية على أصنافها المختلفة ؛ و كثير من رجال الدين الأزاهرة و غير الأزاهرة ممن وجدوا الشغل بالدين أسهل و أكثر كسبا و شهرة و مكانة و وجاهة وسلطه يريدون اكتمالها بين أيديهم غير منقوصة .
و لنبدأ بنغمة الحريات التي يغنيها لنا طوال الوقت مشايخ الفضائيات و الإخوان و من لف لفهم لنتأكد إن كان في عودة دولة الشريعة ترسيخا للحريات التي يهتفون بها في المظاهرات؟؟ فإن كانت كذلك قبلنا بل و فرحنا و أقمنا الأهازيج و الليالي الملاح لأنها دولة نتمناها في ضمائرنا ؛ إسلامية سمحة تدافع عن حقوق الناس في الحرية. و أن لم تكن كذلك فليكفوا و يصمتوا عن هذه الدعوة ؛ وأن يتوقفوا عن تضليل أهلنا و ناسنا البسطاء الطيبين و خديعتهم باسم الدين ليسوقونهم إلي حتفهم بدينهم .
أولا يجب أن نؤكد على أن مفهوم الحرية بمعناه الحديث يختلف بالكلية عن مفهوم الحرية في الزمن القديم حتى لو كان المتحدث هو رجل دين .
وأن الحرية في الإسلام لم تكن تعنى سوى التحرر من العبودية بمعناها الدقيق و الضيق ليصبح العبد حرا .أي يرتقى درجة عن درجته السابقة من عبد إلي حر؟و هو بمقاييس زمنه كان إصلاحا حضاريا مرموقا يؤخذ بالاعتبار و التقدير ؛ فقد أدخل الإسلام على نظام الرق منافذ للعبيد ليرتقوا إلى طبقة الأحرار ؛ وذلك بتشجيعه على العتق وجعله أحد أهم الكفارات ؛ و القرب إلى الله .
كذلك حصر مصادر الرق ضمن إطار الحروب و الغزوات ؛ وكان ذلك إغلاقا لمنفذ كبير إلى الرق وهو رق العجز عن وفاء الديون .
ولكن مع تطور المفاهيم الإنسانية ورقي الأخلاق البشرية منذ أيامهم حتى زماننا خاصة في بلاد الحريات يصبح مجرد الحث على العتق و قصر العبودية على الحروب موقف شديد التخلف بالنسبة لمفاهيم اليوم عن الحرية بمعناها الضيق أو الواسع .
لكن بدلا من أن يعترف أهل الدين في بلادنا بهذه الحقائق الواضحة البسيطة ؛ فإنهم يلجأون لتأكيد سبق الإسلام لكل معاني الحقوق الإنسانية اليوم ؛ بعمليات تلبيس لا تليق بالإسلام نفسه ؛ بينما الاعتراف الهادئ أن ذلك كان زمن ؛ وأن لنا زماننا ؛ هو الأكثر احتراما للدين و للقيم ؛ و أول خطواتنا نحو إصلاح شأننا حتى نلحق بزماننا تحضرا و رقيا .
أنظر إلى ما يشغل الدكتور البوطي مثلا ؛ أنه لا يريد الاعتراف أبدا بنسبية الحقيقية و بالطبع ولا نسبية الأديان ؛ هناك دين واحد صحيح ؛ كامل صالح لكل زمان و مكان ؛ و بقية الأديان و بقية المنجزات الإنسانية هي الفساد الكامل .
فهو يرى أن موقف الإسلام من الرق “مظهرا من مظاهر عظمة الشريعة الإسلامية ؛ ودقة أحكامها ؛ وبرهانا جديد على مرونتها وصلاحيتها لكل زمان و مكان – هذه مشكلاتهم – 62″.
وذات يوم رد على طلبي إيقاف العمل بأحكام آيات الرق و ملك اليمين الثلاث و عشرين ؛ فيلسوف الدولة الديني الدكتور عبد المعطي البيومي ؛ وقرر و جوب بقاء هذه الأحكام ندرسها للطلبة و نحتفظ بها حتى يوم التمكين ؛ لنحتل العالم ؛ فنقوم بتفعيل آيات الرق و فقهها .!!
أما الدكتور محمود السقا ؛ فقد شرح لنا و فلسف حكمه في الإسلام في القضاء على الرق على مراحل تدريجية لأن الواقع كلن لا يسمح بخطوة فجائية في شأن اجتماعي واقتصادي راسخ ” إذ لو حرم الإسلام الرق بشكل حاسم من أول الأمر لحدثت هزات ! ولغرق المجتمع بأعداد كبيرة من العاطلين عن العمل الذين لا يجدون عملا – شبهات حول الإسلام -265″ .
إن كلا الأستاذين يردد ما نسمعه في كل وسائل الإعلام و نقرأه في التعليم في أي دوله إسلامية ؛ هو احترام لمبادئ الحرية كما نعرفها اليوم واحترام للدين في الوقت ذاته ؛ ولكنه يقف في الموقف الخطأ ؛ فهو يحاول تجاوز المستحيل و غير الممكن ؛ بربط ثقافة القرن السابع الميلادي بثقافة القرن الحادي و العشرين ؛ بل و يؤكد تفوق الأولى على الثانية ؛ وهنا يبدأ الخبل !! .
الموقف الصواب هو احترام حريات زماننا واحترام ديننا بالاعتراف أن تلك ثقافة كانت تليق بزمانها
و هذه ثقافة تليق بزمننا ؛ أن نسبية الزمان و المكان يجب أن تلحق بأي شأن حتى لو كان دينا ؛ إذا كانوا يصرون على سبق أسمائهم بالألقاب العلمية ؛ و هو ما يشكك في نظامنا التعليمي كله .
إن نظام الرق كان يجرد الإنسان المستعبد من إنسانيته فيصبح مثل بقية السوائم أو الأدوات التي يتم بها إنجاز الأعمال ؛ وله قواعد وقوانين تليق بالبهائم لا بالبشر ؛ فالعبد لا يمكن أن يتزوج إلا بمشيئة سيده ؛ ولسيده أن يطلقه من زوجته عندما يريد ؛ أو أن يركب زوجته عندما يريد لأنها بالضرورة أمه لزواجها من عبد ؛ أو أن يمنحها لأحد أصدقائه ترطب عليه ليله و تلين له جسده . و العبد غير مقبول الشهادة ؛ و هو غير مثله من البشر ؛ فإن سبه أحد لا يقام عليه حد القذف ؛ ولا يقتص من الحر لأجل العبد ؛ ودية العبد نصف دية الحر ؛ و كذلك المرأة حتى لو حرة ؛ وإن كان مسلما تسقط عنه الواجبات الدينية مثل صلاة الجمعة و الحج و الجهاد في حال احتياج سيده له .
هذه قوانين تقرأها في كتب أزهرية يدرسونها لأبنائنا و بناتنا في كتب الفقه على المذاهب السنية الأربعة ؛ فكيف ألغى الإسلام الرق؟! بينما كان الفقهاء يقننون للعبيد فقها خاصا بهم !!( أرجع لهذا في دراستنا المنشورة روزاليوسف من 2000-98 ؛ و إلى كتابين لنا هما : الفاشيون و الوطن ؛ و شكرا بن لادن ) .
ألا تلحظون كلما واجههم فارق بين قواعد القرن السابع وقواعد القرن الحادي: والعشرين ؛ يقولون لك إنها فلسفة التدرج في التشريع؟!
تتساءل هنا شبكه (تنوير) : هل كانت العبودية أكثر استحكاما في المجتمع العربي من الوثنية؟ وهل كانت قضية الوحدانية و القضاء على الوثنية أهم من الحرية و الكرامة الإنسانية؟
فلماذا حسم الموقف من الوثنية دون تدرج؟ وتدرج في شأن هو أهم الشئون : هو الحرية؟
إن سادتنا من الذين يعيشون بيننا لكنهم من القرن السابع لا يلحظون أن النبي كان له عبيده و إماءه و أن الصحابة كلهم قد امتلكوا العبيد و الغيد الحسان بالعشرات قادمات بالسلاسل من مصر أو العراق أو فلسطين …لا فرق . ولماذا ظل العبيد في بلادنا حتى الستينات في السعودية بعد أن ألغته أمريكا العنصرية بأزمان وقررته مواثيق دولية؟؟
أما ما رسخ نظام الرق في الإسلام فهو قوانين الحرب الإسلامية التي نشطت عمليات الاستعباد بضخ المزيد دوما إلى أسوق العبيد ؛ قادمين من البلاد المفتوحة. بتحويل أبناء الشعوب الحرة إلى سلع . أن فقهنا أباح للعرب الفاتحين وسوغ لهم استعباد كل الشعوب المفتوحة للإسلام ؛ بالاستيلاء على الأرض ومن عليها .
الملحوظة الصارخة هنا هي أنه كان بإمكان الجيوش العربية وهى تفتح البلاد حولها و تسقط إمبراطوريات ؛ لتنشر الإسلام الأرقى من تلك الإمبراطوريات ؛ أن تقدم أدلة واضحة ملموسة على هذا الرقى بتفعيل قاعدة أن الناس سواسية كأسنان المشط ؛ كما قرر لهم نبيهم ؛ كان بإمكانهم أن تصدروا قرارات بإعطاء الحرية لجميع العبيد في البلاد المفتوحة ؛ وما كانت ستخسر شيئا لأنهم لم يكونوا عبيدا عندهم بل هم عبيد عند غيرهم .
الملحوظة التي تستصرخنا هي أن العبد الإسبرطي ؛ (سبارتاكوس) لم يكن يعرف إسلاما ؛ فلم يحضره ليتعلم منه المبادئ ؛ ولم يكن صاحب الرسول ليستمع منه ؛ إنه لا فضل لعربي على أعجمي ؛ كان سابقا لكل هذا ؛ كان في القرن الأول الميلادي ؛ لكنه عرف أن للإنسان كرامة ؛ أولها الحرية ؛ فقام بثورة لتحرير العبيد سجلها تاريخ النضال الإنساني بالاعتزاز و الفخار بهذا البطل الإنساني الرفيع ..
فأيهما أرقى !العبد الإسبرطي أم من ألقوا بحديث نبيهم عن المساواة خلفهم ثم نسوه؟؟ ولا يتذكروه إلا عند الموعظة الحسنة .
أبدا لم تطلق الفتوحات عبيد البلاد المفتوحة ؛ بل هي زادت و أضافت لأسواق الرقيق عددا لا ينفذ بتحويل أحرار البلاد المفتوحة إلى عبيد للعرب هم و عبيدهم.
لقد بذل العرب الفاتحون دماءهم في سبيل الإسلام ؛ وأيضا لإسقاط النظم و الدول الاستعمارية لكن ليأخذوا مكانها و ممتلكاتها من بلاد بكاملها بما فيها و ما عليها .
إن المطالع لتاريخ الخلافة بعين محايدة سيجده صحيفة سوابق لها ملفات كبرى موثقة و مدموغة بخاتم المؤرخين الإسلاميين الثقات ؛ سيجده مجموعة وثائق وسجلات آثام و استعباد وظلم و دمار وخراب للشعوب المقهورة المفتوحة ؛
وهنا لابد أن يقفز السؤال المندهش : كيف جاز لأتباع دين جديد و ساغ لهم أن يمارسوا ما مارسوا من وحشية مع الشعوب المفتوحة ؛ بينما الدين أول ما يقوم ؛ يقوم على رقي الحس الإنساني ورهافة الضمير؟
أيضا الحياء المفترض في الدعاة إلى النعمة المهداه للبشرية ؛ وهو أمر لا تجده مطلقا فيما مارسوه من ركوب للنساء في ساحات المعارك وقبل أن تهدأ أجساد ذويهم المذبوحة .ثم إرسالهن بعد ذلك ليتم تفريقهن علي عرب الجزيرة حتى وصلت نساء مصر اليمن قبل أن يكتمل فتحها .
قبل الفتح كان الرق فرديا ؛ لكن بعد الفتح أصبح الرق الجماعي هو سيد الموقف ؛ استرقاق شعوب بكاملها بحجة نشر مبادئ الإسلام ؛ فجعلوا من البلاد المهزومة إرثا لهم و لنسلهم من بعدهم ( على ذات السنة الإبراهيمية و الوعد الإلهي له بوراثة الأرض و من عليها من نهر مصر إلى نهر الفرات أنظر سفر التكوين) ؛ بل و تصارعوا على من يحق له هذا الميراث ؛ ما إن كنا ميراثا لأولاد فاطمة أو ميراثا لقريش على المشاع .
لا يمكن لأحد هنا أن يفهم أغاني مشايخنا حول العدل و المساواة ؛ اللهم إلا إذا كان العدل و المساواة يحق تطبيقه بين العرب و حدهم ؛ ولا يحق لغيرهم من أبناء البلاد المفتوحة .
إنه حق ممنوح من السماء بفريضة من السماء بفريضة الجهاد المستمرة حتى قيام الساعة ؛ حتى يتم فتح كل بلاد العالم لنور الإسلام كما تم فتح بلادنا من قبل لهذا النور . إن العربي ذبح من ذبح و أحرق ما أحرق و أغتصب من أغتصب وفق قانون خاص تشريعي سماوي ؛ وهو يراه أرقى القوانين ؛ لذلك أبدا لم يستح و أبدا لم يجد في ذبح من ذبح أي إحساس تجاهه ؛ لأنه إنسان آخر ؛ إنسان غير مقدس ؛ ليس إنسانا ؛ بل هو عبد مملوك ؛ يمكن تقديمه قربانا للرب 

ارم خبزك على وجه المياه فانك تجده بعد ايام


 

فنحن لا نرمي الخبز بل نعطي العشر حسب ما توصي كلمه الله
و هاك القصة عن بائع الصابون.
كان فتى فقير لا يجيد اي عمل الا عمل الصابون.
ذات يومٍ رأى رجلاً كهلاً فحدّثه عن وضعه وحاجته الى العمل
وبينما كلّمه انه لا يجيد غير عمل الصابون
فعرض عليه الرجل الكهل ان يطبق ما يطلبه منه
بينما اشار باصبعه الى احد المصانع وهو يقول له
لو عملت ما اقوله لك فاني اضمن لك انك تكون مديراً لهذا المصنع
الذي تراه فاسمع يا بني ما امليه عليك.
وافق الفتى بسبب الاسلوب الواثق الذي حدثه به ذلك الشيخ
فقال له الشيخ:
انت الآن تجني مبلغاً ضئيلاً من المال مقابل ما تنتجه من صنع الصابونة
اذا اردت ان تكون غنياً ينبغي ان تضع عشر المبلغ القليل الذي تنتجه
ولن تخسر بل سيتضاعف عملك ومالك ايضاً
فجثيا معاً وصلّيا وكان الفتى يعيد كلام الشيخ بالصلاة
وهذا ما حدث لقد تضاعف العمل والمال وكان يضع أعشاره للرب
وزاد الحصاد وزادت الأعشار فأصبح يعطي العشرين ثم الثلاثين
حتى أصبح يستغني عن التسعة أعشار ويكتفي بالعشر ليصرفه على بيته
ولم ينقص عليه شيء بل عاش كالأمير لانه اصبح غنياً جداً
فقد امتلك ذلك المصنع الذي اسماه على اسمه (كولجيت)
لان اسمه هو وليم كولجيت
وفيما بعد صار ابنه يدير المصنع مكانه واسمه صموئيل كولجيت
وشركته اليوم تصدر الى كل انحاء العالم وذلك يعود لامانته بالاعشار.
"
ارم خبزك على المياه فانه يعود بعد أيّام"