وهل النظام السابق هو المسؤول عن أزمة السولار الذي يرسله د. مرسي إلى حماس كل يوم وعن غلاء السلع الأساسية الذي بات لا يُطاق وعن الأزمات المتلاحقة التي لا نقدر على متابعتها من هول تواترها اللحظيّ؟ وهل هو المسؤول عن التضخم الناجم عن قرض هزلي لن نستطيع سداده، وعن بيع البنوك لقطر؟ وهل كان النظام السابق يكلف ميزانية الدولة ملايين الجنيهات كل أسبوع لنتابع على الشاشات الرئيس المؤمن هو ويصلي ويخطب في المسجد، وفي مقابل هذا يُمنع آلاف من المسلمين من الصلاة لدواع أمنية؟ وهل كان د.مرسي جادا فعلا ويعني ما يقول وما يفعل، حين فتح الجاكيت في الميدان معلنا أنه آمنٌ مطمئن بين أهله وعشيرته دون قميص واق، لنفهم لحظتها- بالزور- أن الأموال الطائلة التي يصرفها رؤساء مصر على مواكب تشريفاتهم وحمايتهم الشخصية ستوفرها الدولة لأن رئيسنا (حكم، فعدِل، فأمِن، فنام) كما قيل للفاروق عمر؟ وبالتالي فسوف يجوب رئيسنا المُفدّى طرقات مصر طولا وعرضا دون حماية، موفرا ملايين الجنيهات لميزانية الدولة. بينما ما حدث أننا نشهد بودي جاردات لا حصر لهم، حتى في بيت الله الآمن، في المسجد، لا يصلون الجمعة بل يحمون الرئيس!!
ليس من حق الرئيس الحالي تعليق سبب إخفاقه على شماعة النظام السابق إلا في حالة واحدة وحيدة. أن يكون الشعب المصري قد خرج على بكرة أبيه مطالبًا مرسي برئاسة مصر وإلا انتحر الشعب. هنا يكون بوسعه قبول المنصب مضطرًا (على مضض)، ثم ينبهنا من اليوم الأول أننا- كشعب- قد أرغمناه على قبول مسؤولية تنوء عن حملها الجبال. وأن علينا- كشعب- أن نصبر على الجوع والغلاء والمرض وجبال القمامة وتدني الأجور وضياع الكرامة وقصف أقلام المعارضة وسب المثقفين وتكفير الليبراليين ومعاداة الخصوم السياسيين وتصدير خيرات مصر لغزة وتحميل مصر بديون فائقة، وهلم جرا من ويل وثبور، علينا أن نتحمل كل ما سبق كي نحل (معا) مشاكل النظام السابق المتراكمة وربنا يدينا ويدي رئيسنا العمر المديد. لكن ما حدث يعلمه الجميع. جميعنا نعلم كيف (استمات) الإخوان والرئيس من أجل الكرسي. وكيف في البدء قالوا لن نرشح أحدًا لأن الحمل ثقيل، ثم ما لبثوا أن رشحوا خيرت الشاطر، وحين رُفض ترشيحه قانونيًّا، استبدلوا به د.مرسي، الرجل الثاني. المهم أن يحكم الإخوان ويتحكموا والسلام. فهل كان (غامضا) على الإخوان مشاكل مصر وإرثها الصعب منذ اليوم الأول؟ هل تفاجأوا مثلا؟
فاطمة ناعوت
١3 سبتمبر 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق